فصل: بابان في الأمر والنهي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 باب قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏رأيت ما تلقى أمتي بعدي‏"‏

قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏رأيت ما تلقى أمتي بعدي وسفك بعضهم دم بعض فسألته أن يوليني شفاعة فيهم ففعل‏"‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏عذاب هذه الأمة في دنياهم بالسيف‏"‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما‏"‏‏.‏

تقدم في باب فيما كان بين الصحابة والسكوت فيما شجر بينهم‏.‏

 باب فيما كان من أمر ابن الزبير ويزيد بن معاوية واستخلاف أبيه له وأيام الحرة غير ذلك

12078-عن محمد بن سيرين قال‏:‏ لما أراد معاوية أن يستخلف يزيد بعث إلى عامل المدينة أن أوفد إلي من

تشاء قال‏:‏ فوفد إليه عمرو بن حزم الأنصاري فاستأذن فجاء حاجب معاوية يستأذن فقال‏:‏ هذا عمرو بن حزم قد جاء يستأذن فقال‏:‏ ما حاجتهم إلي‏؟‏ قال‏:‏ يا أمير المؤمنين جاء يطلب معروفك فقال معاوية‏:‏ إن كنت صادقاً فليكتب ما شاء فأعطيه ما شاء ولا أراه‏.‏ قال‏:‏ فخرج إليه الحاجب فقال‏:‏ ما حاجتك‏؟‏ اكتب ما شئت فقال‏:‏ سبحان الله أجيء

إلى باب أمير المؤمنين فأحجب عنه‏؟‏ أحب أن ألقاه فأكلمه‏.‏ فقال معاوية للحاجب‏:‏ عده يوم كذا وكذا إذا صلى الغداة فليجئ قال‏:‏ فلما صلى معاوية الغداة أمر بسرير ‏[‏فجعل‏]‏ في إيوان له ثم أخرج الناس عنه فلم يكن عنده أحد سوى كرسي وضع لعمرو‏.‏ فجاء عمرو فاستأذن فأذن له فسلم عليه ثم جلس على الكرسي فقال له معاوية‏:‏ حاجتك‏؟‏ قال‏:‏ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ لعمري لقد أصبح ابن معاوية واسط الحسب في قريش غنياً عن الملك غنيا إلا عن كل خير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله لم يسترع عبداً رعية إلا وهو سائله عنها ‏[‏كيف صنع فيها‏"‏‏.‏

وإني أذكرك يا معاوية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمن تستخلف عليها‏]‏‏.‏ قال‏:‏ فأخذ معاوية ربوه وأخذ يتنفس في غداة قر وجعل يمسح العرق عن وجهه ثلاثاً ثم أفاق فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏ أما بعد فإنك امرؤ ناصح قلت برأيك بالغ ما بلغ وإنه لم يبق إلا ابني وأبناؤهم وابني أحق من أبنائهم حاجتك‏؟‏ قال‏:‏ ما لي حاجة‏.‏

قال‏:‏ ثم قال له أخوه‏:‏ إنما جئنا من المدينة نضرب أكبادها من أجل كلمات‏؟‏ قال‏:‏ ما جئت إلا لكلمات‏.‏ قال‏:‏ فأمر

لهم بجوائزهم قال‏:‏ وخرج لعمرو مثله‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12079-وعن الهيثم بن عدي قال‏:‏ هلك سليمان بن صرد سنة خمس وستين‏.‏

قال محمد بن علي - يعني المديني فستقة - ‏:‏ وبلغني أن سليمان بن صرد الخزاعي خرج هو والمسيب بن نجبة الفزاري في أربعة آلاف فعسكروا بالنخيلة يطلبون بدم الحسين بن علي وعليهم سليمان بن صرد وذلك لمستهل ربيع الآخر سنة خمس وستين ثم ساروا إلى عبيد الله بن زياد فلقوا مقدمته فاقتتلوا فقتل سليمان بن صرد والمسيب وذلك لمستهل ربيع الآخر‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع‏.‏

12080-وعن محمد بن سعيد - يعني ابن رمانة - أن معاوية لما حضره الموت قال ليزيد بن معاوية‏:‏ قد وطأت لك البلاد وفرشت لك الناس ولست أخاف عليكم إلا أهل الحجاز فإن رابك منهم ريب فوجه إليهم مسلم بن عقبة المري فإني قد جربته غير مرة فلم أجد له مثلاً لطاعته ونصيحته‏.‏

فلما جاء يزيد خلاف ابن الزبير ودعاؤه إلى نفسه دعا مسلم بن عقبة المزي وقد أصابه الفالج وقال‏:‏ إن أمير المؤمنين عهد إلى في مرضه إن رابني من أهل الحجاز رائب أن أوجهك إليهم وقد رابني فقال‏:‏ إني كما ظن أمير المؤمنين اعقد لي وعب الجيوش‏.‏

قال‏:‏ فورد المدينة فأناخها ثلاثاً ثم دعاهم إلى بيعة يزيد إنهم أعبد له قن في طاعة الله ومعصيته فأجابوه إلى ذلك إلا رجلاً واحداً من قريش أمه أم ولد فقال له‏:‏ بايع ليزيد على أنك عبد في طاعة الله ومعصيته قال‏:‏ لا بل في طاعة

الله فأبى أن يقبل ذلك منه وقتله‏.‏ فأقسمت أمه قسماً لئن أمكنها الله من مسلم حياً أو ميتاً أن تحرقه بالنار فلما خرج مسلم بن عقبة من المدينة اشتدت علته فمات فخرجت أم القرشي بأعبد لها إلى قبر مسلم فأمرت به أن ينبش من عند رأسه فلما وصلوا إليه إذا ثعبان قد التوى على عنقه قابضاً بأرنبة أنفه يمصها قال‏:‏ فكاع القوم عنه وقالوا‏:‏ يا مولاتنا انصرفي فقد كفاك الله شره وأخبروها قالت‏:‏ لا أو أفي لله بما وعدته ثم قالت‏:‏ انبشوا من عند الرجلين فنبشوا فإذا الثعبان لاوٍ ذنبه برجليه قال‏:‏ فتنحت فصلت ركعتين ثم قالت‏:‏ اللهم إن كنت تعلم إنما غضبت على مسلم بن عقبة اليوم لك فخل بيني وبينه ثم تناولت عوداً فمضت إلى ذنب الثعبان فانسل من مؤخر رأسه فخرج من القبر ثم أمرت به فأخرج من القبر فأحرق بالنار‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ضعفه أبو زرعة ووثقه ابن حبان وغيره وابن رمانة لم أعرفه‏.‏

12081-وعن أبي هارون العبدي قال‏:‏ رأيت أبا سعيد الخدري ممعط اللحية فقال‏:‏ تعبث بلحيتك‏؟‏ قال‏:‏ لا هذا ما رأيت من ظلمة أهل الشام دخلوا علي زمان الحرة فأخذوا ما كان في البيت من متاع أو خرثي ثم دخلت طائفة أخرى فلم يجدوا في البيت شيئاً فأسفوا أن يخرجوا من غير شيء فقالوا‏:‏ أضجعوا الشيخ فأضجعوني فجعل كل يأخذ من لحيتي خصلة‏.‏

رواه الطبراني وأبو هارون متروك‏.‏

12082-وعن إياد بن الوليد قال‏:‏ كتب عبد الله بن الزبير إلى ابن عباس في البيعة فأبى أن يبايعه فظن يزيد بن معاوية أنه إنما امتنع عليه لمكانه فكتب يزيد بن معاوية‏:‏ أما بعد إنه بلغني أن الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته ليدخلك في طاعته فتكون على الباطل ظهيراً وفي المأثم شريكاً فامتنعت عليه وانقبضت لما عرفك الله في نفسك من حقنا أهل البيت فجزاك الله أفضل ما جزى الواصلين عن أرحامهم الموفين بعهودهم ومهما أنسى من الأشياء فلن أنس برك وصلتك وحسن جائزتك التي أنت أهلها في الطاعة والشرف والقرابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر من قبلك من قومك ومن يطرأ عليك من أهل الآفاق ممن يسحره ابن الزبير بلسانه وزخرف قوله فجذلهم عنه فإنهم لك أطوع ومنك أسمع منهم للملحد والخارق المارق والسلام‏.‏

فكتب ابن عباس إليه‏:‏ أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر فيه دعاء ابن الزبير إياي للذي دعاني إليه وإني امتنعت عليه معرفة لحقك فإن يكن ذلك كذلك فلست برك أرجو بذلك ولكن الله بما أنوي به عليم‏.‏ وكتبت إلي أن أحث الناس عليك وأخذلهم عن ابن الزبير فلا ولا سرور ولا حبور بفيك الكثكث ولك الأثلب إنك العازب إن منتك نفسك وإنك لأنت المفقود المثبور‏.‏

وكتبت إلي بتعجيل بري وصلتي فاحبس أيها الإنسان عني برك وصلتك فإني حابس عنك ودي ونصرتي ولعمري ما تعطينا مما في يدك لنا إلا القليل وتحبس منه الطويل العريض لا أبا لك أتراني أنسى قتلك حسيناً وفتيان بني عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الأعلام وغادرتهم خيولك بأمرك فأصبحوا مصرعين في صعيد واحد مزملين بالدماء مسلوبين بالعراء لا مكفنين ولا موسدين تسفيهم الرياح وتغزوهم الذئاب وتنتابهم عرج الضباع حتى أتاح الله لهم قوماً لم يشركوا في دمائهم فكفنوهم وأجنوهم وبهم والله وبي من الله عليك فجلست في مجلسك الذي أنت فيه ومهما أنس من الأشياء فلست أنسى تسليطك عليهم الدعي بن الدعي الذي كان ‏[‏كان‏]‏ للعاهرة الفاجرة البعيد رحماً اللئيم أباً وأماً الذي اكتسب أبوك في ادعائه له العار والمأثم والمذلة والخزي في الدنيا والآخرة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏الولد للفراش وللعاهر الحجر‏"‏‏.‏ وإن أباك يزعم أن الولد لغير الفراش ولا يضير العاهر ويلحق به ولده كما يلحق ولد البغي الرشيد ولقد أمات أبوك السنة جهلاً وأحيا الأحداث المضلة عمداً‏.‏ ومهما أنس من الأشياء فلست أنسى تسييرك حسيناً من حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرم الله وتسييرك إليه الرجال وإدساسك إليهم أن يدريكم فعالجوه فما زلت بذلك وكذلك حتى أخرجته من مكة إلى أرض الكوفة تزأر به إليه خيلك وجنودك زئير الأسد عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته ثم كتبت إلى ابن مرجانة

يستقبله بالخيل والرجال والأسنة والسيوف ثم كتبت إليه بمعالجته وترك مطاولته حتى قتلته ومن معه من فتيان بني عبد المطلب أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً نحن كذلك لا كآبائك ‏[‏الأجلاف‏]‏ الجفاة أكباد الحمير ولقد علمت أنه كان أعز أهل البطحاء بالبطحاء قديماً وأعزه بها حديثاً لوثوا الحرمين مقاماً واستحل بها قتالاً ولكنه كره أن يكون هو الذي يستحل ‏[‏به‏]‏ حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمة البيت الحرام فطلب ‏[‏إليكم الحسين‏]‏ الموادعة وسألكم الرجعة فطلبتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته كأنكم تقتلون أهل بيت من الترك أو كابل‏.‏ وكيف تجدني على ودك وتطلب نصري وقد قتلت بني أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت تطلب ثأري فإن شاء الله لا يطل إليك دمي ولا تسبقني بثأري وإن تسبقنا به فقبلنا ما قتلت النبيون ‏[‏وآل النبيين‏]‏ فطلب دماءهم في الدماء وكان الموعد الله وكفى بالله للمظلومين ناصراً من الظالمين منتقماً‏.‏ والعجب كل العجب ما عشت يريك الدهر العجب حملك ثياب عبد المطلب وحملك أبناءهم أغيلمة صغاراً إليك بالشام تري الناس إنك قد قهرتنا وأنك تذلنا وبهم والله وبي من الله عليك وعلى أبيك وأمك من السباء وايم الله إنك لتصبح وتمسي آمناً لجراح يدي وليعظمن جرحك بلساني وبناني ونقضي وإبرامي لا يستفزنك الجدل فلن يمهلك الله بعد قتلك عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قليلاً حتى يأخذك الله أخذاً أليماً ويخرجك من الدنيا آثماً مذموماً فعش لا أبا لك ما شئت فقد أرداك عند الله ما اقترفت‏.‏

فلما قرأ يزيد الرسالة قال‏:‏ لقد كان ابن عباس منصباً على الشر‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

12083-وعن عروه بن الزبير قال‏:‏ لما مات معاوية تثاقل عبد الله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأقسم لا يؤتى به إلا مغلولاً وإلا أرسل إليه فقيل لابن الزبير‏:‏ ألا نصنع لك أغلالاً من فضة تلبس عليها الثوب وتبر قسمه فالصلح أجمل بك قال‏:‏ فلا أبر الله قسمه ثم قال‏:‏

ولا ألين لغير الحق أسأله * حتى يلين لضرس الماضغ الحجر

ثم قال‏:‏ والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة بسوط في ذل‏.‏ ثم دعا إلى نفسه وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية فوجه إليه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المري في جيش أهل الشام وأمره بقتال أهل المدينة فإذا فرغ من ذلك سار إلى مكة قال‏:‏ فدخل مسلم بن عقبة المدينة وهرب منه يومئذ بقايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبث فيها وأسرف في القتل ثم خرج منها فلما كان ببعض الطريق مات واستخلف حصين بن نمير الكندي وقال‏:‏ يا ابن بردعة الحمار احذر خدائع قريش ولا تعاملهم إلا بالثقاف ثم بالقطاف‏.‏ فمضى حصين حتى ورد مكة فقاتل بها ابن الزبير أياماً وضرب ابن الزبير فسطاطاً في المسجد فكان فيه نساء يسقين الجرحى ويداوينهم ويطعمن الجائع ويكتمن إليهم المجروح‏.‏ فقال حصين‏:‏ ما يزال يخرج علينا من ذلك الفسطاط أسد كأنما يخرج من عرينه فمن يكفينيه‏؟‏ فقال رجل من أهل الشام‏:‏ أنا‏.‏ فلما جن الليل وضع شمعة في طرف رمحه ثم ضرب فرسه ثم طعن الفسطاط فالتهب ناراً والكعبة يومئذ مؤزرة بالطنافس وعلى أعلاها الحبرة فطارت الريح باللهب على الكعبة حتى احترقت فاحترق فيها يومئذ قرنا الكبش الذي فدى به إسحاق‏.‏ قال‏:‏ وبلغ حصين بن نمير موت يزيد بن معاوية فهرب حصين بن نمير فلما مات يزيد بن معاوية دعا مروان بن الحكم إلى نفسه فأجابه أهل حمص وأهل

الأردن وفلسطين فوجه إليه ابن الزبير الضحاك بن قيس الفهري في مائة ألف فالتقوا بمرج راهط ومروان يومئذ في خمسة آلاف من بني أمية ومواليهم وأتباعهم من أهل الشام فقال مروان لمولى له - يقال له‏:‏ كدة - ‏:‏ احمل على أي الطرفين شئت فقال‏:‏ كيف أحمل على هؤلاء لكثرتهم‏؟‏ قال‏:‏ هم بين مكره ومستأجر احمل عليهم لا أم لك فيكفيك الطعان الناصع هم يكفونك أنفسهم إنما هؤلاء عبيد الدينار والدرهم‏.‏ فحمل عليهم فهزهم وقتل الضحاك بن قيس وانصدع الجيش ففي ذلك يقول زفر‏:‏

لعمري لقدْ أبقتْ وقيـعةُ راهط * لمروان صرعى بيننـا متنـائيـا

أتنسـى سلاحيْ لا أبا لكَ إنني * أرى الحربَ لا تزداد إلا تماديا

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هيا

وفيه يقول أيضاً‏:‏

أفي الحق أما بحدل وابن بحدل * فيحيـا وأمـا ابنُ الزبير فيقتل

كذبتم وبيتُ الله لا تقتلـونه * ولمـا يكن يومٌ أغـر محجـل

ولمـا يكنْ للمشـرفيةِ فيكم * شعاع كنور الشمس حين ترحّل

قال‏:‏ ثم مات مروان ودعا عبد الملك لنفسه وقام فأجابه أهل الشام فخطب على المنبر وقال‏:‏ من لابن الزبير منكم‏؟‏ فقال الحجاج‏:‏ أنا يا أمير المؤمنين‏.‏ فأسكته ثم عاد فأسكته ثم عاد فقال‏:‏ أنا يا أمير المؤمنين فإني رأيت في النوم أني انتزعت جبته فلبستها‏.‏ فعقد له في الجيش إلى مكة حتى وردها على ابن الزبير فقاتله بها فقال ابن الزبير لأهل مكة‏:‏ احفظوا هذين الجبلين فإنكم لن تزالوا بخير أعزة ما لم يظهروا عليهما‏.‏ فلم يلبسوا أن ظهر الحجاج ومن معه على أبي قبيس ونصب عليه المنجنيق فكان يرمي به ابن الزبير ومن معه في المسجد فلما كانت الغداة التي قتل فيها ابن الزبير دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر وهي يومئذ ابنة مائة سنة لم يسقط لها سن ولم يفقد لها بصر فقالت لابنها‏:‏ يا عبد الله ما فعلت في حزبك‏؟‏ قال‏:‏ بلغوا مكان كذا وكذا قال‏:‏ وضحك ابن الزبير فقال‏:‏ إن

في الموت لراحة قالت‏:‏ يا بني لعلك تتمناه لي‏؟‏ ما أحب أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك إما أن تملك فتقر بذلك عيني وإما أن تقتل فأحتسبك‏.‏ قال‏:‏ ثم ودعها قالت له‏:‏ يا بني إياك أن تعطي خصلة من دينك مخافة القتل‏.‏

وخرج عنها ودخل المسجد وقد جعل مصراعين على الحجر الأسود يتقي بهما أن يصيبه المنجنيق وآتى ابن الزبير آت وهو جالس عند الحجر الأسود فقال‏:‏ ألا نفتح لك باب الكعبة فتصعد فيها‏؟‏ فنظر إليه عبد الله ثم قال له‏:‏ من كل شيء تحفظ أخاك إلا من نفسه - يعني أجله - وهل للكعبة حرمة ليست لهذا المكان‏؟‏ والله لو وجدوكم متعلقين بأستار الكعبة لقتلوكم فقيل له‏:‏ ألا تكلمهم في الصلح‏؟‏ قال‏:‏ أو حين صلح هذا‏؟‏ والله لو وجدوكم فيها لذبحوكم جميعاً وأنشد يقول‏:‏

ولست بمبتاع الحيـاة بسبة * ولا مرتق من خشية الموت سلما

أنافس سهماً إنه غير بارح * ملاقي المنايـا أي حرف تيممـا

ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول‏:‏ ليكن أحدكم سيفه كما يكن وجهه لا ينكسر فيدفع عن نفسه بيده كأنه امرأة والله ما لقيت زحفاً قط إلا في الرعيل الأول ولا ألمت جرحاً قط إلا أن آلم الدواء‏.‏ قال‏:‏ فبيما هم كذلك إذ دخل عليهم من باب بني جمح فيهم أسود قال‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قيل‏:‏ أهل حمص فحمل عليهم ومعه سيفان فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى أطن رجله فقال له الأسود‏:‏ أخ يا ابن الزانية فقال له ابن الزبير‏:‏ اخسأ يا ابن حام أسماء زانية‏؟‏ ثم أخرجهم من المسجد وانصرف فإذا قوم قد دخلوا من باب بني سهم فقال‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قيل‏:‏ أهل الأردن فحمل عليهم وهو يقول‏:‏

لا عهد لي بغارة مثل السيل * لا ينجلي غبارها حتى الليل

فأخرجهم من المسجد فإذا بقوم قد دخلوا من باب بني مخزوم فحمل عليهم وهو يقول‏:‏

لو كان قرني واحداً كفيته

قال‏:‏ وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمي عدوه بالآجر وغيره فحمل عليهم فأصابته آجرة في مفرقة حتى فلقت رأسه فوقف وهو يقول‏:‏

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا تقطر الدما

قال‏:‏ ثم وقع فأكب عليه موليان له وهما يقولان‏:‏

العبد يحمي ربه ويحتمي

قال‏:‏ ثم سير إليه فحز رأسه‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره‏.‏

12084-وعن ابن سيرين قال‏:‏ قال ابن الزبير‏:‏ ما شيء كان يحدثناه كعب إلا قد آتى علي ما قال إلا قوله‏:‏ فتى ثقيف يقتلني،وهذا رأسه بين يدي - يعني المختار - ‏.‏

قال ابن سيرين‏:‏ ولا يشعر أن أبا محمد قد خبئ له - يعني الحجاج - ‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12085-وعن إسحاق بن أبي إسحاق قال‏:‏ أنا حاضر قتل ابن الزبير يوم قتل في المسجد الحرام جعلت الجيوش تدخل من باب المسجد فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم فبينا هو على تلك الحال إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته وهو يتمثل بهذه الأبيات‏:‏

تقول أسماء‏:‏ ألا تبكيني * لم يبق إلا حسبي وديني

وصارم لانت به يميني

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

12086-وعن أبي نوفل بن أبي عقرب العرنجي قال‏:‏ صلب الحجاج ابن الزبير على عقبة المدينة ليري ذلك قريشاً فلما أن تفرقوا جعلوا يمرون فلا يقفون عليه حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال‏:‏ السلام عليك أبا حبيب - لقد قالها ثلاث مرات - لقد كنت نهيتك عن ذا - قالها ثلاث مرات - لقد كنت صواماً قواماً تصل الرحم‏.‏ فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر فبعث إليه فاستنزله فرمى به في قبور اليهود وبعث إلى أسماء بنت أبي بكر أن تأتيه وقد ذهب بصرها فأبت فأرسل إليها لتجيئن أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك قالت‏:‏ لا والله لا آتيك حتى ترسل إلي من يسحبني بقروني‏.‏ فأتاه رسوله فأخبره فقال له‏:‏ يا غلام ناولني سبتي فناوله نعليه فقام وهو يتوقد حتى أتاها فقال‏:‏ كيف رأيت الله صنع بعدو الله‏؟‏ قالت‏:‏ رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك وأما ما كنت تعيره بذات النطاقين،أجل لقد كان لي نطاقان نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق آخر لا بد للنساء منه وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن في ثقيف مبيراً وكذاباً‏"‏‏.‏

فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت ذاك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فخرج‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12087-وعن أبي المحياة - يعني المختار - عن أبيه قال‏:‏ قدمت مكة بعدما صلب - أو قتل - ابن الزبير بثلاثة أيام فكلمت أمه أسماء بنت أبي بكر الحجاج فقالت‏:‏ أما آن لهذا الراكب أن ينزل‏؟‏ قال‏:‏ المنافق‏؟‏ قالت‏:‏ لا

والله ما كان بمنافق ولقد كان صواماً قواماً‏.‏ قال‏:‏ فاسكتي فإنك عجوز قد خرفت‏.‏ قالت‏:‏ ما خرفت ‏[‏منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يخرج من ثقيف كذاب ومبير‏"‏‏.‏

فأما الكذاب فقد رأيناه - يعني المختار - وأما المبير فأنت‏.‏

زاد أبو بكر بن أبي شيبة‏:‏ فقال الحجاج في حديثه‏:‏ مبير المنافقين‏]‏‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ وأبو المحياة وأبوه لم أعرفهما‏.‏

12088-وعن قاسم بن محمد قال‏:‏ جاءت أسماء بنت أبي بكر مع جوار لها وقد ذهب بصرها فقالت‏:‏ أين الحجاج‏؟‏ فقلنا‏:‏ ليس هو هنا‏.‏ قالت‏:‏ فمروه فليأمر لنا بهذه العظام ‏[‏فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة‏.‏ قلنا‏:‏ إذ جاء قلنا له‏.‏ قالت‏:‏ فإذا جاء فأخبروه أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يخرج في ثقيف كذاب ومبير‏"‏‏]‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبي زياد والأكثر على ضعفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

12089-وعن عقيل بن خالد أن أباه كان مع الحجاج لما قتل ابن الزبير فبعثه إلى أسماء بنت أبي بكر فقال له‏:‏ قل لها‏:‏ يقول لك الحجاج‏:‏ اعزلي ما كان من مال عن مال عبد الله بن الزبير فقالت‏:‏ أفعلها بابن أسماء‏؟‏ ‏[‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏يخرج من هذا الحي من ثقيف رجلان أحدهما يكذب والآخر مبير‏"‏‏.‏

فأما الكذاب فقد عرفناه وما أحسبه إلا المبير‏.‏ فرجعت إليه فأخبرته فلم يكره ذلك‏]‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر ولم أعرفه‏.‏

12090-وعن أبي معشر قال‏:‏ لما مات معاوية بن يزيد بايع أهل الشام كلهم ابن الزبير إلا أهل الأردن فلما رأى ذلك رؤوس بني أمية وناس من أهل الشام وأشرافهم فيهم روح بن الزنباع الجذامي قال بعضهم لبعض‏:‏ إن الملك كان فينا أهل الشام فينتقل إلى أهل الحجاز‏؟‏ لا نرضى بذلك‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع‏.‏

 باب رفع زينة الدنيا

12091-عن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ترفع زينة الدنيا سنة خمس وعشرين ومائة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف‏.‏

 باب

12092-عن المستورد بن شداد قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لكل أمة أجل وإن أجل أمتي مائة فإذا مر على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير بنحوه‏.‏

12093-وفي رواية عند الطبراني أيضاً‏:‏ عن المستورد قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن لكل أمة أجلاً وإن لأمتي مائة سنة فإذا مرت على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل‏"‏‏.‏

قال ابن لهيعة‏:‏ يعني كثرة الفتن‏.‏

وفيه ابن لهيعة وخديج بن أبي عمرو أو خديج بن عمرو كما هو في إحدى روايتي الطبراني وثقه ابن حبان ولكن ابن لهيعة ضعيف‏.‏

12094-وعن ثوبان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وكل ما توعدون في مائة سنة‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

 بابان في تفرق الأمة ونحوه

 باب افتراق الأمم واتباع سنن من مضى

12095-عن أنس بن مالك قال‏:‏ ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم له نكاية في العدو واجتهاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا أعرف هذا‏"‏‏.‏ قال‏:‏ بل نعته كذا وكذا قال‏:‏ ‏"‏ما أعرفه‏"‏‏.‏ فبينما نحن كذلك إذ طلع

الرجل فقال‏:‏ هو هذا يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏ما كنت أعرف هذا،هذا أول قرن رأيته في أمتي إن فيه لسفعة من الشيطان‏"‏‏.‏ فلما دنا الرجل سلم فرد عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أنشدك بالله

هل حدثت نفسك حين طلعت علينا أن ليس في القوم أحد أفضل منك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ اللهم نعم‏.‏ قال‏:‏ فدخل المسجد فصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر‏:‏ ‏"‏قم فاقتله‏"‏‏.‏ فدخل أبو بكر فوجده قائماً يصلي فقال أبو بكر في نفسه‏:‏ إن للصلاة حرمة وحقاً ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فجاء إليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قتلته‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا،رأيته قائماً يصلي ورأيت للصلاة حرمة وحقاً وإن شئت أن أقتله قتلته‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لست بصاحبه اذهب أنت يا عمر فاقتله‏"‏‏.‏ فدخل عمر المسجد فإذا هو ساجد فانتظره طويلاً ثم قال عمر في نفسه‏:‏ إن للسجود حقاً ولو أني استأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد استأمره من هو خير مني‏.‏ فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أقتلته‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا رأيته ساجداً ورأيت للسجود حقاً وإن شئت أن أقتله قتلته‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لست بصاحبه قم يا علي أنت صاحبه إن وجدته‏"‏‏.‏ فدخل فوجده قد خرج من المسجد فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏أقتلته‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ لا‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو قتل ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال‏"‏‏.‏ ثم حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمم فقال‏:‏ ‏"‏تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة سبعون منها في النار وواحدة في الجنة‏.‏ وتفرقت أمة عيسى على اثنتين وسبعين ملة إحدى وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة‏"‏‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وتعلو أمتي على الفرقتين جميعاً بملة‏:‏ اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الجماعات‏"‏‏.‏

قال يعقوب بن زيد‏:‏ وكان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا الحديث عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا منه قرآناً‏:‏ ‏{‏ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون‏}‏ ثم ذكر أمة عيسى فقال‏:‏ ‏{‏ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم‏}‏ ثم ذكر أمتنا فقال‏:‏ ‏{‏وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون‏}‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف‏.‏ وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في قتال الخوارج‏.‏

12096-وعن أبي أمامة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وأمتي تزيد عليهم فرقة كلهم في النار إلا السواد الأعظم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه أبو غالب وثقه ابن معين وغيره،وبقية رجال الأوسط ثقات وكذلك أحد إسنادي الكبير‏.‏

12097-وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملة ولن تذهب الليالي والأيام حتى تفترق أمتي على مثلها‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف‏.‏

12098-وعن ابن عمر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن في أمتي نيفاً وسبعين داعياً كلهم داع إلى النار لو أشاء لأنبأتكم بآبائهم وأمهاتهم وقبائلهم‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات‏.‏

12099-وعن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه

وسلم يوماً علينا ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب غضبا شديداً لم يغضب مثله ثم انتهرنا فقال‏:‏

‏"‏مهلاً يا أمة محمد إنما هلك من كان قبلكم بهذا‏.‏ ذروا المراء لقلة خيره ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن المماري ‏[‏قد نمت خسارته ذروا المراء فكفاك إثماً أن لا تزال ممارياً ذروا المراء فإن المماري‏]‏ لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها ووسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق‏.‏ ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء ‏[‏وشرب الخمر‏.‏ ذروا المراء فإن الشيطان قد يئس أن يعبد ولكنه قد رضي منكم بالتحريش وهو المراء‏.‏ ذروا المراء‏]‏ فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم‏"‏‏.‏

قالوا‏:‏ يا رسول الله من السواد الأعظم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من كان على ما أنا عليه أنا وأصحابي من لم يمار في دين الله ومن لم يكفر أحداً من أهل التوحيد بذنب غفر له‏"‏‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏"‏إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ومن

الغرباء‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الذين يصلحون إذا فسد الناس ولا يمارون في دين الله ولا يكفرون أحداً من أهل التوحيد بذنب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف جداً‏.‏ وقد تقدمت أحاديث المراء في العلم‏.‏

12100-وعن عمرو بن عوف قال‏:‏ كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد بالمدينة فجاءه جبريل عليه السلام بالوحي فتغشى رداءه فمكث طويلاً حتى سري عنه ثم كشف رداءه فإذا هو يعرق عرقاً شديداً وإذا هو قابض على شيء فقال‏:‏ ‏"‏أيكم يعرف ما يخرج من النخل‏؟‏‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ نحن يا رسول الله بآبائنا أنت وأمهاتنا ليس شيء يخرج من النخل إلا نحن نعرفه نحن أصحاب نخل‏.‏ ثم فتح يده فإذا فيها نوى فقال‏:‏ ‏"‏ما هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله نوى‏!‏ فقال‏:‏ ‏"‏نوى أي شيء‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ نوى سنة‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏صدقتم جاء جبريل عليه السلام يتعاهد دينكم لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل ولتأخذن بمثل أخذهم إن شبراً فشبر وإن ذراعاً فذراع وإن باعاً فباع حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه‏.‏ ألا إن بني إسرائيل افترقت على موسى عليه السلام سبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم‏.‏ ثم إنها افترقت على عيسى عليه السلام على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة الإسلام وجماعتهم‏.‏ ثم إنكم تكونون على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة الإسلام وجماعتهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف وقد حسن الترمذي له حديثاً،وبقية رجاله ثقات‏.‏

12101-عن ابن مسعود قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا ابن مسعود‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ لبيك يا رسول الله - قالها ثلاثاً - قال‏:‏ ‏"‏تدري أي الناس أفضل‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فإن أفضل الناس أفضلهم عملاً إذا فقهوا في دينهم‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏يا ابن مسعود‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لبيك يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏تدري أي الناس أعلم‏؟‏‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ ‏"‏إن أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصراً في العمل وإن كان يزحف على استه زحفاً‏.‏ واختلف من كان قبلي على ثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثة وهلك سائرهن فرقة أزت الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى بن مريم وأخذوهم وقتلوهم وقطعوهم بالمناشير‏.‏ وفرقة لم يكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم فيدعوهم إلى الله ودين عيسى بن مريم فساحوا في البلاد وترهبوا‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وهم الذين قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله‏}‏ الآية‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون‏"‏‏.‏

12102-وفي رواية‏:‏ ‏"‏فرقة أقامت في الملوك والجبابرة فدعت إلى دين عيسى فأخذت وقتلت بالمناشير وحرقت بالنيران فصبرت حتى لحقت بالله‏"‏‏.‏ والباقي بنحوه‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير بكير بن معروف وثقه أحمد وغيره وفيه ضعف‏.‏

 باب منه في اتباع سنن من مضى

12103- عن سهل بن سعد الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم مثلاً بمثل‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني بنحوه وزاد‏:‏

‏"‏حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموه‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله اليهود والنصارى‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏فمن إلا اليهود والنصارى‏"‏‏.‏

وفي إسناد أحمد ابن لهيعة وفيه ضعف،وفي إسناد الطبراني يحيى بن عثمان عن أبي حازم،ولم أعرفه،وبقية رجالهما ثقات‏.‏

12104-وعن شداد بن أوس عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ليحملن شرار هذه الأمة على سنن الذين خلوا ‏[‏من قبلهم‏]‏ من أهل الكتاب حذو القذة بالقذة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجاله مختلف فيهم‏.‏

12105-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم وحتى لو أن أحدهم جامع أمه لفعلتم‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

12106-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل لتركبن طريقهم حذو القذة بالقذة حتى لا يكون فيهم شيء إلا كان فيكم مثله حتى إن القوم لتمر عليهم المرأة فيقوم إليها بعضهم فيجامعها ثم يرجع إلى أصحابه يضحك لهم ويضحكون إليه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

12107-وعن المستورد بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا تترك هذه الأمة شيئاً من سنن الأولين حتى تأتيه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

 بابان في الأمر والنهي

 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

12108-عن عبد الرحمن الحضرمي قال‏:‏ أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن في أمتي قوماً يعطون مثل أجور أولهم ينكرون المنكر‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب سمع منه الثوري في الصحة،وعبد الرحمن بن الحضرمي لم أعرفه،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب فيمن يأمر بالمعروف عند فساد الناس

12109-عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن لهذا الدين إقبالاً وإدباراً ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى فيها إلا الفاسق أو الفاسقان ذليلان فهما إن تكلما قهرا واضطهدا‏.‏ وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما ذليلان إن تكلما قهرا واضطهدا‏.‏ ويلعن آخر هذه الأمة أولها ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر

علانية حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كما يرفع بذيل النعجة فقائل يقول يومئذ‏:‏ ألا واريتها وراء الحائط فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وبايعني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد وهو متروك‏.‏

 باب فيمن يهاب الظالم

12110-عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له‏:‏ أنت ظالم فقد تودع منهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار بإسنادين ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح وكذلك رجال أحمد إلا أنه وقع فيه في الأصل غلط فلهذا لم أذكره‏.‏

 باب في أهل المعروف وأهل المنكر

12111-عن أبي موسى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏والذي نفس محمد بيده إن المعروف والمنكر لخليقتان ينصبان للناس يوم القيامة‏.‏ فأما المعروف فيبشر أصحابه ويوعدهم الخير‏.‏ وأما المنكر فيقول‏:‏ إليكم إليكم وما يستطيعون له إلا لزوماً‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح،ورواه الطبراني في الأوسط‏.‏

12112-وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه حازم أبو محمد قال أبو حاتم‏:‏ مجهول‏.‏

12113-وعن قبيصة بن برمة الأسدي قال‏:‏ كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول‏:‏

‏"‏أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار وفيه علي بن أبي هاشم قال أبو حاتم‏:‏ هو صدوق إلا أنه ترك حديثه من أجل أنه يتوقف في القرآن‏.‏ وفيه من لم أعرفه‏.‏

12114-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط بإسنادين في أحدهما يحيى بن خالد بن حيان الرقي ولم أعرفه ولا ولده أحمد،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏ وفي الأخير المسيب بن واضح قال أبو حاتم‏:‏ يخطئ كثيراً فإذا قيل له لم يرجع‏.‏

12115-وعن أبي موسى الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير ورجاله وثقوا وفي بعضهم كلام لا يضر‏.‏

12116-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسناد الكبير عبد الله بن هارون الفروي وهو ضعيف وفي الآخر ليث بن أبي سليم وهو مدلس‏.‏

12117-وعن سليمان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وإن أهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه هشام بن لاحق تركه أحمد وقواه النسائي،وبقية رجاله ثقات‏.‏

12118-وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وإن أول أهل الجنة دخولاً الجنة أهل المعروف‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

12119-وعن درة ابنة أبي لهب قالت‏:‏ قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على

المنبر فقال‏:‏ يا رسول الله أي الناس خير‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏خير الناس أقرؤهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم‏"‏‏.‏

رواه أحمد وهذا لفظه والطبراني وزاد قالت‏:‏ كنت عند عائشة فجيء برجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه ناداه وهو على المنبر فقال‏:‏ يا رسول الله أي الناس خير‏؟‏ قالت‏:‏ فأتى الرجل فأخذ فقال‏:‏ يا رسول الله ليس لي ذنب أمرني فلان‏.‏ والباقي بنحوه‏.‏ ورجالهما ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر‏.‏

 باب المؤمن مرآة المؤمن

12120-عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏المؤمن مرآة المؤمن‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه عثمان بن محمد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال ابن القطان‏:‏ الغالب على حديثه الوهم،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب انصر أخاك

12121-عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً إن كان ظالماً فرده وإن كان مظلوماً فخذ له‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وفيها ضعف‏.‏

 باب في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفيمن لا تأخذه في الله لومة لائم

12122- عن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏شهدت حلف بني هاشم وزهرة وتيم فيما يسرني أن نقضته ولي حمر النعم ولو دعيت له اليوم لأجبت على أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأخذ للمظلوم من الظالم‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف وله طريق آخر‏.‏

12123-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - رفعه قال‏:‏

‏"‏الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمراً بمعروف ونهياً عن المنكر وذكر الله‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه المغيرة بن مطرف ولم أعرفه،وبقية رجاله وثقوا‏.‏

12124-وعن سهل بن سعد أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو ذر وأبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة ورجل آخر على أن لا تأخذهم في الله لومة لائم‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عياش وهو ضعيف‏.‏

12125-وعن يزيد بن أبي حبيب أنه حدث محمد بن يزيد بن أبي زياد قال‏:‏ اصطحب قيس بن خرشة وكعب حتى إذا بلغا صفين وقف كعب ساعة فقال‏:‏ لا إله إلا الله ليهرقن من دماء المسلمين بهذه البقعة شيء لا يهراق ببقعة من الأرض‏.‏

فغضب قيس ثم قال‏:‏ وما يدريك يا أبا إسحاق ما هذا‏؟‏ هذا من الغيب الذي استأثر الله به‏!‏‏!‏

فقال كعب‏:‏ ما من الأرض شبر إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على موسى ما يكون عليه وما يخرج فيه إلى يوم القيامة‏.‏

قال محمد بن يزيد‏:‏ ومن قيس بن خرشة‏؟‏ قال‏:‏ رجل من قيس وما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك‏؟‏ قال‏:‏ والله ما أعرفه‏!‏ قال‏:‏ إن قيس بن خرشة قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أبايعك على ما جاءك من الله وعلى أن نقول بالحق فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا قيس عسى إن مد بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول بالحق معهم‏"‏‏.‏

قال قيس‏:‏ والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذاً لا يضرك شيء‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فكان قيس يعيب على زياد وابنه عبيد الله بن زياد فأرسل إليه فقال‏:‏ أنت الذي تفتري على الله وعلى رسوله‏؟‏ قال‏:‏ لا ولكن إن شئت أخبرنك من يفتري على الله وعلى رسوله،من ترك العمل بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل‏.‏

12126-وعن أبي ذر قال‏:‏ أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا يأخذني في الله لومة لائم وأن أنظر إلى

من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم‏.‏ وأوصاني بقول الحق وإن كان مراً وأوصاني بصلة الرحم وإن أدبرت وأوصاني أن لا أسأل الناس شيئاً وأوصاني أن اكثر من قول‏:‏ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها من كنوز الجنة‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه وزاد‏:‏ وأن لا أسأل الناس شيئاً‏.‏

ورجاله رجال الصحيح غير سلام أبي المنذر وهو ثقة ورواه البزار‏.‏

12127-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا أبا هريرة لا تدخلن على أمير فإن غلبت على ذلك فلا تجاوز سنتي ولا تخافن سيفه وسوطه أن تأمرهم بتقوى الله وطاعته‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن بشر وهو ضعيف‏.‏

12128-وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه ويذكر بعظيم فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق ‏[‏أن يقول بحق أو يُذكِّر بعظيم‏]‏‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى الترمذي وابن ماجة طرفاً منه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني‏.‏

12129-وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أن موسى قال‏:‏ يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك فقال‏:‏ الذي يسرع في هواي إسراع النسر إلى هواه والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس والذي يغضب إذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه فإن النمر إذا غضب لم يبال أقل الناس أم كثروا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الله بن يحيى بن عروة وهو متروك‏.‏

12130-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه شخص ضعيف في الحديث‏.‏

12131-وعن أبي جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب بن حماشة - وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عند احتلامه - أوصى ولده فقال‏:‏ يا بني إياك ومجالسة السفهاء فإن مجالستهم داء ومن يحلم عن السفيه يسر ومن يجبه يندم ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى بالكثير وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى ويثق بالثواب من الله تعالى فإنه من وثق بالثواب من الله عز وجل لم يضره مس الأذى‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

12132-وعن عائشة قالت‏:‏ دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أنه قد حفزه شيء فتوضأ ثم خرج فلم يكلم أحداً فدنوت من الحجرات فسمعته يقول‏:‏

‏"‏يا أيها الناس إن الله يقول‏:‏ مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسلوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى ابن ماجة بعضه‏.‏

رواه أحمد والبزار وفيه عاصم بن عمر أحد المجاهيل‏.‏

12133-وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلا

يستجيب لكم وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم‏.‏ إن الأمر بالمعروف لا يقرب أجلاً وإن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم وعمهم البلاء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

12134-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه حبان بن علي وهو متروك وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها‏.‏

 باب فيمن قدر على نصر مظلوم أو إنكار منكر

12135-عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قال ربك جل وعز‏:‏ وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

12136-وعن سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات‏.‏

12137-وعن عدي بن عدي الكندي حدث عن مجاهد قال‏:‏ حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة‏"‏‏.‏

رواه أحمد من طريقين إحداها هذه والأخرى عن عدي بن عدي حدثني مولى لنا وهو الصواب وكذلك رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم،وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات‏.‏

12138-وعن جابر وأبي أيوب الأنصاري قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما من امرئ يخذل مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته‏.‏ وما من امرئ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ حديث جابر وحده رواه أبو داود‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

12139-وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع نصره نصره الله في الدنيا والآخرة‏"‏‏.‏

رواه البزار بأسانيد وأحدها موقوف على عمران وأحد أسانيد المرفوع رجاله رجال الصحيح،ورواه الطبراني‏.‏

12140-وعن ابن عمر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏أدخل رجل ‏[‏في‏]‏ قبره فأتاه ملكان فقالا له‏:‏ إنا ضاربوك ضربة فقال لهما‏:‏ على ما تضرباني‏؟‏ فضرباه ضربة امتلأ قبره منها ناراً ثم تركاه حتى أفاق وذهب عنه الرعب فقال لهما‏:‏ على ما ضربتماني‏؟‏ فقالا‏:‏ إنك صليت صلاة وأنت على غير طهور ومررت برجل مظلوم فلم تنصره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف‏.‏

 باب في ظهور المعاصي

12141-عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا خفيت الخطيئة لم تضر إلا صاحبها وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك‏.‏

12142-وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما من رجل يكون في قوم يعمل بمعاصي الله فيهم وهم أكثر منه وأعز ثم يدهنون في شأنه إلا عاقبهم الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف‏.‏

12143-وعن العرس بن عميرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

12144-وعن ابن عباس قال‏:‏ قيل‏:‏ يا رسول الله أتهلك القرية فيهم الصالحون‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ فقيل‏:‏ لم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بشهادتهم وسكوتهم عن معاصي الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف‏.‏ وكذلك رواه البزار بنحوه والطبراني في الأوسط‏.‏

12145-وعن أم مسلمة قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله أما فيهم صالحون‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بلى‏"‏ قلت‏:‏ فكيف يصنع بأولئك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان‏"‏‏.‏

رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

12146-وعن عائشة تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا ظهر السوء في أرض أنزل الله عز وجل بأهل الأرض بأسه‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ وفيها أهل طاعة الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه امرأة لم تسم‏.‏

12147-وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا أنزل الله تبارك وتعالى بقوم عذاباً أصاب العذاب من كان بين أظهرهم ثم يبعثهم الله تبارك وتعالى على أعمالهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف‏.‏

12148-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ ذكر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم خسف قبل المشرق فقال رجل‏:‏ يا رسول الله يخسف بأرض فيها المسلمون‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏نعم إذا كان أكثر أهلها الخبث‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12149-وعن أم حبيبة قالت‏:‏ دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول‏:‏

‏"‏إنا لله وإنا إليه راجعون ويل للعرب من شر قد اقترب فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه‏"‏ وحلق تسعين قلت‏:‏ يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم إذا كثر الخبث‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

12150-وعن بريدة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما نقض قوم العهد إلا كان القتل بينهم ولا ظهرت فاحشة في قوم ‏[‏قط‏]‏ إلا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم قط الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير رجاء بن محمد وهو ثقة‏.‏

12151-وعن ابن عمر رفعه قال‏:‏

‏"‏الطابع معلق بقائمة العرش فإذا اشتكت الرحم وعمل بالمعاصي واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئاً‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه سليمان بن مسلم الخشاب وهو ضعيف جداً‏.‏

12152-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من عمل بالمعاصي بين ظهراني قوم هو منهم لم يمنعوه من ذلك حتى يغيروا المنكر فقد برئت منهم ذمة الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام وهو ضعيف‏.‏

 باب وجوب إنكار المنكر

12153-عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إنه من كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل فيهم العامل الخطيئة فنهاه الناهي تعذيراً فإذا كان من الغد جالسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس فلما رأى الله تعالى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض على لسان داود وعيسى بن مريم ‏{‏ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون‏}‏ والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على أيدي المسيء ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12154-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له‏:‏ أنت الظالم فقد تودع منهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح،وكذلك إسناد أحمد إلا أنه وقع فيه في الأصل غلط‏.‏

12155-وعن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له‏:‏ أنت ظالم فقد تودع منهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سنان بن هارون وهو ضعيف وقد حسن الترمذي حديثه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب فيمن لم يغضب لله

12156-عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها قال‏:‏ إن فيها عبدك فلان لم يعصك طرفة عين‏؟‏ قال‏:‏ اقلبها عليه وعليهم فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط من رواية عبيد بن إسحاق العطار عن عمار بن سيف وكلاهما ضعيف ووثق عمار بن سيف ابن المبارك وجماعة ورضي أبو حاتم عبيد بن إسحاق‏.‏

 باب مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

12157-عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون‏.‏ وسيكون بعدي خلفاء يعملون بما لا يعلمون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن أنكر عليهم برئ ومن أمسك يده سلم ولكن من رضي وتابع‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زنجوية وهو ثقة‏.‏

12158-وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنه سيكون عليكم أمراء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون‏.‏ وسيكون من بعدهم أمراء يعملون ما لا يعلمون ويفعلون ما لا يؤمرون من أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو متروك‏.‏

 باب النهي عن المنكر عند فساد الناس

12159-عن معاذ بن جبل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنكم على تقية من ربكم ما لم تظهر فيكم سكرتان‏:‏ سكرة الجهل وسكرة حب العيش وأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله فإذا ظهر فيكم حب الدنيا فلا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر ولا تجاهدون في سبيل الله القائلون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه الحسن بن بشر وثقه أبو حاتم وغيره وفيه ضعف‏.‏

12160-وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن لهذا الدين إقبالاً وإدباراً ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى فيها إلا الفاسق أو الفاسقان ذليلان فهما إن تكلما قهرا واضطهدا‏.‏

وإن من إدبار هذا الدين أن تجفوا القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقيهان فهما ذليلان إن تكلما قهرا واضطهدا‏.‏ ويلعن آخر هذا الأمة أولها ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر علانية حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كما يرفع بذنب النعجة فقائل يقول يومئذ‏:‏ ألا واريتها وراء هذا الحائط فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم فمن أمر يومئذ بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وبايعني‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد وهو متروك‏.‏

12161-وعن عبد الرحمن بن الحضرمي قال‏:‏ أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن من أمتي قوماً يعطون مثل أجور أولهم ينكرون المنكر‏"‏‏.‏

رواه أحمد‏.‏ وعبد الرحمن لم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب فيمن يؤمر بالمعروف فلا يقبل

12162-عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ إن من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه‏:‏ اتق الله‏.‏ فيقول‏:‏ عليك نفسك أنت تأمرني‏؟‏‏!‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

12163-وعن عبد الله أيضاً قال‏:‏ كفى بالمرء إثماً إذا قيل له‏:‏ اتق الله غضب‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم حديث معاوية فيمن يتكلم من الحكام فلا يرد عليهم أنهم يتهافتون في النار في الخلافة‏.‏

 باب الكلام بالحق عند الحكام

12164-عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أفضل الجهاد أن يكلم بالحق عند سلطان‏"‏‏.‏ أو قال‏:‏ ‏"‏عند سلطان جائر‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف‏.‏

12165-وعن عبد الله بن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه شخص ضعيف‏.‏

12166-وعن أبي عبيدة بن الجراح قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أي الشهداء أكرم على الله عز وجل‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏رجل قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف ونهاه عن منكر فقتله‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ فأي الناس أشد عذاباً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏رجل قتل نبياً أو قتل رجلاً أمره بمعروف ونهاه عن المنكر‏"‏‏.‏ ثم قرأ‏:‏ ‏"‏‏{‏ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم‏}‏‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً في ساعة واحدة

فقام مائة رجل واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر فقتلوا جميعاً‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه ممن لم أعرفه اثنان‏.‏